إنك بكاذبة

17/01/2025

Cover Image for إنك بكاذبة

"كيف لها أن تفعل هذا؟! كل ما تقوله يحدث بالحرف، هل هي دجالة أم ساحرة أم عرافة أم لديها علوم طاقة؟ لا أحد يعلم لكن كل ما نعلمه أن ما تقوله يحدث بالحرف الواحد! "

منشور ل محمد علي

"لقد تنبأت ب: طلاق، فشل، موت، وأشياء أخرى كثيرة من هذا، كيف لها أن تعرف المستقبل؟ من المفترض أنها كاذبة أو ساحرة فعلاً، ولكنها بكل تأكيد تَصدُق فيما تقول."

منشور ل علي السيد

"لقد اخبرتكم من قبل إن كل من يقول أنه من الصعب التنبؤ بالمستقبل كاذب؛ وأكبر دليل عليه هو عالمة الطاقة سارة زايد، فهي طفرة في العالم الحديث وكذبت كل الحمقى رجعيين الرأس، والليلة سنعلم مزيد ومزيد من المستقبل في تمام العاشرة مع برنامج -ظاهرةـ"

منشور ل شهد العريان

" كذب المنجمون حتى لو صدفوا"

منشور ل محمد أحمد

" لا ينجرف أحدكم وراء التيار، فالحياة الدنيا ماهي إلا اختبار، فهذه المدعية التي تدعي الغيب ما هي إلا سبب من الله ليكشف كل ضعاف الفكر، الذين يقعون في أول محطة تقابلهم لاختبار من الله، يجعل الله التوفيق لها فيما تقول لينجرف التيار ورائها ويسقط كل من يتبعها في فخ لن ينفع وقته الندم، فلا تعتقدن أنها على حق؛ بل هي على حق لأن الله اراد هذا وليس لأنها تعلم الغيب.

وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"

منشور ل عبد الرحمن راشد

انتهى من مطالعة هاتفه وهو يأكل على طاولة الطعام بمنزله، لقد كان يبحث عن شيء يفتح شهيته على الأكل، ولكن كل ما يتناقشه السوشيال ميديا هو عبارة عن الساحرة أو المستنيرة "سارة زايد"، التي أخذت من الحديث أسبوع كامل لما تنبأته وحدث كله بالحرف، كان يعلم بداخله أن كل هذا كذب وافتراء ولكنه بطريقه ذكية، وهذه الضجة التي حولها ماهي إلا حفنة من الفشلة عديمي النفع في الدنيا الذين يصفقون لأي شيء دون تفكير أو تدبر، المهم أن نصفق فقط، ونصعد بمن ليس لهم قيمة وقامة إلى فوق، ومن ثم نرجع ونندم حين يستغنوا عنا، فهؤلاء الحمقى ماهم إلا سلم للصعود فقط ولكنهم لا يدركون، أو لا يريدون أن يدركوا!

نظر في ساعة يده فوجدها العاشرة مساءً، وهذا هو الوقت المميز لعرض حلقة جديدة من برنامج "الظاهرة".

بعد حوالي خمس دقائق بدأت الحلقة كالعادة على اليمين تجلس الدجالة وعلى اليسار المذيع الذي كلما سمع منها خبر يشهق وكأنه فتاة صغيرة ليضيف الحماس للموقف فقط. نظرت سارة في الورق الذي أمامها وقالت: سيموت رئيس شركة ...، سينفصل النجمين علي ورنا، فوز نادي... ببطولة لم يفز بها من قبل.

كانت ثلاث أشياء قالتها وتفاعل معها المذيع مع بعض المؤثرات البصرية في الخلفية، والأصوات التي تُعطي للجو اثاره، لنجد بعدها الناس تتهافت عليها في الهاتف للمداخلة في البرنامج؛ ليسألوا عن مستقبلهم، وهل سيتزوجون حب عمرهم أم لا، وهل سيحدث هذا وذاك أم لا؟ وسرعان ما انتهت الحلقة.

نظر في هاتفه على السوشيال ميديا ليجدها مشتعلة؛ رئيس الشركة يكتب شهادات توصية ويحاول بشتى الطرق أن يجعل كل من ظلمهم يسامحونه، اختفى النجم علي، ومسح كل تطبيقات السوشيال لديه، وحذف صفحاته، وفي المقابل رنا تبكي في فيديو لايف لأن نهايتها ستصبح الإنفصال عن حبها علي و البُعد عنه، بينما يحتفل لاعبوا الفريق الذين سيأخذون البطولة احتفال هيستيري!

ما هذا؟ ما هذا الذي يحدث؟ كانت اسئلة كثيرة تجول بخاطر فتانا جابر في هذه اللحظة، الذي كان يعلم أن هناك حيلة ما وراء كل هذا، وكل حيلة لها خيط يكشفها ويفضحها فقرر أن يكون هو الخيط الذي يكشف هذه الحمقاء سارة زايد.

توجه إلى غرفته، ومن فوق خزانة الملابس اخرج صندوق كان خاص بجده قبل أن يهديه له قبل موته بفترة قليلة، جده غُنيم من قام بتربيته بعد وفاة والديه في سن صغيرة، وقد اهداه سر خطير وقبل أن يموت أخبره أنه سيحتاجه في يوم من الأيام، والآن هو اليوم الذي سيحتاجه فيه بالطبع. قام جابر سريعاً بإخراج قبعة سوداء من الصندوق ونظر لها كمن ينظر لطفله الصغير، لم تكن مجرد قبعة سوداء تُضع على الرأس لتُضيف عليه نفحة من الجمال، بل كانت قبعة تجعله يختفي من الجمال، أو يختفي عن العيون إذا اردنا الدقة. وظيفة هذه القبعة كانت تتلخص في نقله للمكان الذي يريده واخفائه عن العيون لمدة من الزمن تتراوح لساعة في اليوم، قام بضبط ساعته من الآن ووضع أول عنوان له وهو منافس الشركة التي قالت عنها سارة الدجالة أن صاحبها سيموت، بمجرد أن تخيل المكان انتقل إلى هناك سريعاً.

وبسرعة ذهب لغرفة الرجل، ليجده يجلس على مكتبه وحده، يتحدث عبر الهاتف مع رجل آخر وينهره بعبارات قاسية من نوع:

"يجب عليك أن تفعل هذا..... إن لم تفعل هذا أنت تعلم ما سيحدث لعائلتك..... لن أخبرك بهذا مجدداً."

وأثناء حديثه قاطعته السكرترية الخاصة به؛ لتخبره أن هناك من ينتظره بالخارج، وحين دخلت السيدة التي كانت بالخارج، كانت المفاجأة المتوقعة بالنسبة لجابر وهي سارة زايد الدجالة. سرعان ما أخرج جابر هاتفه ووقف خلف الستائر؛ حتى لا يرى احد هاتفه الذي سيصورهم به، وبعد مرور خمس دقائق انتهى جابر وأخذ كل ما كان يريد وسَجله، وانطلق إلى وجهته التالية.

سرعان ما وجد نفسه بداخل غرفة رنا، توجه إلى خزانتها يبحث ويفتش عن أي شيء ليجد دليل ملموس يوثق به الأحداث، وأثناء بحثه، وقع عينه على سريرها، ليجد فوقه مجموعة من التحاليل، تُثبت عدم قدرتها على الإنجاب في هذه الفترة؛ لمرورها بمرض سيعطلها عن الإنجاب لفترة من الزمن. قام بتصوير التحاليل، وبسرعة انطلق إلى وجهته التالية، مكتب رئيس الفرقة التي ستفوز بالبطولة القادمة. لم يحتاج للبحث عن دلائل أو أن يُرهق نفسه، فالدليل كان يجلس أمامه بكل سهولة يتفاوض على عمولته من أجل التحكيم الفاسد وتفويت المباراة لهم. قام بالتقاط صور لما يحدث؛ ليوثق الخسة والظلم. حين نظر إلى ساعته وجد أنه لم يتبقى سوى عشرة دقائق وينتهي مفعول القبعة؛ لذا انطلق سريعًا إلى وجهته التالية وهي علي. حين رآه مع فتاة أخرى في وضع ليس جيد، أدرك أن عشرة دقائق كفاية وزيادة ليأخد كل الأدلة ويعود إلى منزله سريعاً.

لم يكن يعرف ماذا يفعل بهذه الدلائل في هذه اللحظة، ولكن سرعان ما خطر على باله صديقه عشري كلاوي، والذي سهل عليه الأمر عبر رفع كل الفضائح على مواقع التواصل الإجتماعي، عن طريق مجهول، لن يجد أحد طريقاً للوصل إليه مهما فعلوا.

في اليوم التالي تابع كل ردود الفعل التي كان ينتظرها، والتي تغيرت في يوم وليلة، لتصبح مهاجمة للنصابة سارة زايد بدلاً من مدحها؛ بعدما نُشرت لها محادثات، وصور، وڤيديو، وهي تتحدث مع منافس الشركة الأخرى؛ وهم يخططون لقتل الرجل، و صورة وهي تأخذ الشيك المدون عليه قيمة مالية كبيرة.

وأيضاً ظهر تعاطف الناس مع رنا، وكرههم للفنان علي وعشيقته، فملخص قصتهم أن رنا تمر بحالة مرض تُعذرها عن الإنجاب في هذا الوقت، ولكن علي يريد أن يصبح أبً بأي طريقة ممكنه؛ فتجه إلى الخيانة، وهذا ما وضحته رنا في فيديو لايف، بعدما علمت بموضوع الصور الخاصة بعلي، وفي النهاية تم إحالة رئيس النادي والحكم المرتشي للتحقيق.

لم تكن سارة بدجالة أبدا، بل سارقة، ونشالة، ونصابة، استغلت غباء الناس ووجهته في خدمتها: أولا- تعاقد معها رئيس شركة منافسة؛ لتقول كلام عن موت منافسه مقابل مبلغ من المال، ثانيا- كانت تعلم خيانة علي ومشكلة رنا، فلم تقل سوى ما هو متوقع أن يحدث، وليس شيء من العدم، ثالثا-كانت تعلم بأمر الرشوة، حيث قام رئيس النادي بدفع أموال لها؛ لتجعل الأمور تبدو وكأنها باب ما وراء الطبيعية.

في نظري هي ليست مُذنبة، بل أنت المذنب؛ لأنك اتبعت كلام مخلوق وهن وضعيف وليس كلام خالق (قُل لَّا یَعۡلَمُ مَن فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلۡغَیۡبَ إِلَّا ٱللَّهُۚ وَمَا یَشۡعُرُونَ أَیَّانَ یُبۡعَثُونَ)

[سورة النمل 65]

وأيضاً كلام رسول"من أتى كاهنا أو عرافاً فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه، وقوله صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة. رواه مسلم